/ الفَائِدَةُ : (15) /

10/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عدم كفاية الإِعتقاد بحُجِّيَّة أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام من دون معرفة فضلهم / / تقدُّم حُجِّيَّة ومقامات أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام على سائر الأَنبياء والمُرسلين عليهم السلام / أَصَرَّ الكثير من علماء الْإمَامِيَّة ـ لدلائل وشواهد وحيانيَّة كثيرة ـ على أَنَّ حُجِّيَّة أَهْل الْبَيْتِ الثلاثة عشر معصوماً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فضلاً عن حُجِّيَّة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله فوق حُجَج سائر الأَنبياء والمُرسلين ، منهم سائر أَنبياء أُولي العزم الأَربعة عليهم السلام ، ومُتَقَدِّمَة ومُهَيْمِنَة عليها. ومعناه : أَنَّه لا يكفي الْاِعْتِقَاد بحُجِّيَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ ولا يكون ذلك الْاِعْتِقَاد عاصماً ومُؤثِّراً في مباحث مَعْرِفِيَّة كثيرة؛ ومُؤثِّراً على خريطة المعارف والعقائد وفقه الفروع والتَّشريع ورؤيتها؛ وعلى مستقبل الأُمور ما لم يُضمّ إِليه مَعْرِفة فضلهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَمِنْ ثَمَّ ورد في جملة من بياناتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ المُستفيضة، الواردة في تفسير بيان قوله عزَّ من قائل : [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] (1) : أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَخذ الميثاق على سائر الأَنبياء والرُّسل عليهم السلام في العوالم السَّابقة ـ كعَالَمِ : الذَّرّ والميثاق والأَظِلَّة ـ : إِنِّي ربّكم ، ومُحمَّد رسولي ، وعَلِيّ أَمير المؤمنين، بل أَخذها على جملة المخلوقات. فلاحظ : تلك البيانات ، منها : 1ـ بیان سيِّد الأَنبياء مخاطباً أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْا وعلى آلهما : «يا عَلِيّ ، ما بَعَثَ اللّٰـه نبيّاً إِلَّا وقد دعاه إِلى ولايتكَ طائعاً أَو كارهاً» (2). 2 ـ بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «ما تكاملت النُّبُوَّة لنبيٍّ في الأَظلَّة حتَّى عُرِضَت عليه ولايتي وولاية أَهل بيتي ، ومُثِّلوا له فأَقرُّوا بطاعتهم وولايتهم» (3) . 3ـ بيان أَمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ عرض ولايتي على أَهل السَّماوات وعلى أَهل الأَرض؛ أَقَرَّ بها مَنْ أَقَرّ، وَأَنكرها مَنْ أَنكر، أَنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتَّى أَقَرَّ بها» (4) . 4ـ بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ أَخذ ميثاق النَّبيِّين على ولاية عَلِيّ ، وَأَخذ عهد النَّبيِّين بولاية عَلِيّ عليه السلام » (5) . 5ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : «إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ أَخذ الميثاق على أُولي العزم أَنِّي ربّكم ، ومُحمَّد رسولي ، وعَلِيّ أَمير المؤمنين عليه السلام ، وأَوصياؤه من بعده ولاة أَمري وخزَّان عِلْمِي ، وَأَنَّ المهدي أنتصر به لديني» (6) . 6ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «ما مِنْ نَبِيٍّ نُبِّئ ، ولا من رسول أُرسل إِلَّا بولايتنا وتفضيلنا على مَنْ سوانا»(7) . 7ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : «إِنَّ الله يقول : [إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا] (8) ، قال : هي ولاية عَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام »(9) . 8ـ بيان الإِمام الكاظم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : «وولاية عَلِيّ مكتوبة في جميع صحف الأَنبياء ، ولن يبعث الله نبيّاً إِلَّا بنبوَّة محمَّد وولاية وصيّه عَلِيّ صلوات الله عليهما» (10) . ودلالة الجميع واضحة . ومعناها: أَنَّ إِمامة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ شاملة لجملة الْجِنِّ والإِنس، منهم: أَنبياء أُولي العزم الأَربعة فضلاً عن سائر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، بل شاملة لجملة العوالم ومخلوقاتها غير المتناهية؛ من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية له . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران : 81 ـ 82. (2) بصائر الدرجات، 1: 160/ح295ـ2. الاختصاص: 343. (3) بصائر الدرجات،1: 161/ح300ـ7. (4) آل عمران : 7. (4) بصائر الدرجات، 1: 165/ح 312 ـ1. (5) بصائر الدَّرجات، 1: 160/ح 297 ـ4. (6) بصائر الدرجات، 1: 223 ـ 224/ح416 ـ 14. الكافي، 2: 8/ح1. (7) بصائر الدرجات، 1: 163/ ح307ـ5. (8) الأَحزاب: 72 . (9) بصائر الدرجات، 1: 165/ح313 ـ 2. الكافي، 1: 412/ ح2. تأويل الآيات، 2: 270/ح40. (10) بصائر الدرجات، 1: 159/ ح294 ـ 1. الكافي، 1: 437/ ح6